الرئيسية
مدونة منيرة الحربي
الدمام– تشهد المنتديات السعودية جدلا واسعا أثاره مقال للداعية محسن العواجي انتقد فيه بشدة الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال على خلفية انتشار مقطع فيديو طلب فيه الوليد من مراسلة أجنبية خلع عباءتها وهي تحاوره.
ففي الوقت الذي عارض فيه البعض هجوم العواجي على الأمير وانبروا للدفاع عنه، مستشهدين بأمور "تدلل على إيمانه وحبه للإسلام"، أيد آخرون هذا الهجوم.
وانتشر مقطع فيديو على الإنترنت في الأيام الماضية للقاء يجريه الأمير الوليد مع إحدى المحطات التليفزيونية الغربية، وطلب فيه الوليد من المراسلة نزع عباءتها، قائلا: "أنا لا أسمح للنساء هنا بلبس العباءة".
وفي مقال نشر على "منتدى الساحات" نهاية مارس الماضي قال العواجي: "وصل الأمر بالوليد بن طلال إلى أن نصب نفسه حاكما ومفتيا وعالما وسياسيا ومشرعا في الدين بما لم يأذن به الله ورسوله حتى أصبح علانية يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف في تسجيل جريء نشره في مواقع الإنترنت سيبقى وصمة عار في جبينه".
وفي دعوة للعاهل السعودي قال العواجي: "يستحيل أن يكون خادم الحرمين (الملك عبد الله بن عبد العزيز) قد اطلع على تمادي الوليد ضد الحجاب والعباءة وابتذال بنات الحمائل دون أن يحاسبه؛ لأن ذلك في رقبته يوم القيامة وسيسأله الله عنه عندما يقف بين يديه".
وتابع: "أقل ما نطالب به ولاة الأمر بعد أن نشر الوليد غسل عقله على شبكة الإنترنت وسخر من ديننا وابتذل بناتنا هو استتابته عما بدر منه علانية كما نشرها علانية وتقديم اعتذاره للمسلمين ولأسرته التي نجزم بأنها ترفض هذه السلوكيات الدخيلة".
وعرج العواجي في مقاله الذي وصف فيه الأمير الوليد بـ "قارون العصر" على ثروة الوليد الذي يعد أحد أثرياء العالم وعلى توزيع الثروات في المملكة.
وقال: "لقد بلغ السيل الزبا من تمادي بعض صغار الأمراء على الحقوق والثوابت.. حتى تسلط على الأمة هذه الأيام تسعة رهط من أبناء الأكرمين (إشارة للعائلة المالكة) يستحوذون على ما يربو على 90% من موارد الأمة وخيراتها دون حسيب ولا محتسب، في وقت يرزح فيه الملايين من الشعب تحت خط الفقر"، داعيا إلى إعادة توزيع الثروة بالبلاد.
ما هكذا النصيحة
ودفاعا عن الوليد بن طلال وصف الأمير نايف بن ممدوح بن عبد العزيز في مقال نشره أمس الأحد الأمير الوليد بأنه "مؤمن موحد مصل متواضع متصدق".
وقال: إن مقال العواجي "تشم منه رائحة التكفير بغير حق، وظاهر ذلك في عنوانه، فقد وصم مسلما موحدا مصليا بأنه قارون العصر، فأقول: يا محسن، ما هكذا النصيحة وما هكذا تورد الإبل".
واعتبر أن المقال تضمن "مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم في مناصحة الحكام". وقال: "إنه صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: من أراد أن ينصح لذي سلطان بأمر فلا يبد له علانية، ولكن ليأخذ بيده فيخلو به، فإن قبل منه فذاك، وإلا كان قد أدى الذي عليه".
ووصف فعل العواجي بالخوارج قائلا: "تدعو عليه بالهلاك وتدعي أنه قارون العصر، وتُوجه آيات الوعيد والعذاب والتي أُنزلت في وصف حال الكافرين، على مسلم موحد!!! لعمرو الله إن هذا لهو منهج الخوارج حقا".
خالد بن الوليد
وواصل الأمير نايف دفاعه قائلا: إن الوليد أنشأ قناة (الرسالة) التي فيها قرآن وفتوى ودعوة إلى الله تعالى، ولديه ثلاثة منتديات إسلامية المشاركات فيها فقط قرابة 38 ألف، فما بالك بعدد الزوار لها؟ وشركة باندا التابعة له من الشركات المقاطعة للبضائع الدنماركية غيرة ودفاعا ونصرة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.. وسمى ابنه بـ (خالد بن الوليد)".
ووجه حديثه للعواجي قائلا: "كيف غاب عنك قطع الوليد للقاء مع القناة لأداء الصلاة؟! وكيف تجاهلت اعتزازه بكتاب الله ووضعه إياه بين يديه على مكتبه حتى نقله الأمريكان في شاشتهم وعلقوا عليه؟! وهو يصلي ومعتز بكتاب الله عز وجل، بل وإن من شروط قبوله للعاملات في شركته أن تكون مسلمة مصلية".
ويساهم الأمير الوليد بتبرعات في العديد من المشروعات الخيرية بالعالم الإسلامي.
جدل بالمنتديات
الجدل انتقل أيضا للجماهير، ففي منتدى الساحات –المحجوب بالمملكة- قال المشارك "سعيد الحظ": "تعلمنا أن كلمة الحق عند السلطان هي من أفضل الجهاد ولا يقوم بها إلا القليل والقليل من أهل العلم، وقد وفق الله تعالى د. محســـن العواجي في أكثر من مناسبة إلى قول كلمة الحق".
وفي المقابل أعرب المشارك "الشريف الرضا 2000 " أن مقال العواجي "مدفوع الثمن" من قبل "أمراء آخرين أرادوا أن يصفوا حساباتهم مع الوليد".
أما المشاركة "سارة الحمد" فرأت أن "لدى الوليد بن طلال أخطاء لا يمكن تبريرها، ولكن هذه الأخطاء تكاد لا تُذكر عندما نقارنها بجرائم من سرق وقتل واستولى على ممتلكات الناس وأموال الدولة، إن الشجاعة الحقيقية تقتضي أن يقف محسن العواجي وغيره ضد هؤلاء اللصوص سواء كانوا من الأمراء أو من غيرهم من بقية خلق الله".
واعتقل د.العواجي نحو أسبوعين في مارس 2006 على خلفية مقال حمل فيه بشدة على ما وصفه "بالتوجهات التغريبية والتحررية" لوزير العمل السعودي الدكتور غازي القصيبي.
كما اعتقل في فترة سابقة إثر توقيعه مع مجموعة من الأكاديميين في 23-12-2003 على عريضة تطالب الأسرة المالكة بالإسراع في خطى الإصلاح عبر منح المواطنين "كلمة في شئون الدولة"، والانتقال من الملكية المطلقة إلى الملكية الدستورية على غرار الأردن أو البحرين.
وكذلك اعتقل مع عشرات الإسلاميين والكتاب في تسعينيات القرن الماضي لمدة 4 سنوات على خلفية مطالبات بإدخال إصلاحات ديمقراطية في المملكة.
http://www.islamonline.net/Arabic/Mu...4/video/03.ram
